ودعى الأمير ابراهيم ابن الأغلب ابن غانم يوما. فقرأ عليه كتاب الرشيد، يأمره باحضار رجل يقال له حاتم الأبزارى، ويقول: ان لفرج مولى أمير المؤمنين عليه عشرة آلاف دينار، ويأمر ابراهيم بقبضها، ويوجهها مع رسول له خراساني، ويقول له فى آخر الكتاب: وأحضر ابن غانم القاضى، وقد أحضر المطلوب ترعد فرائصه؛
فلما أكمل إبراهيم قراءة الكتاب، قال لابن غانم: سمعت ما فيه؟
قال: نعم؛
قال ابن غانم: وأحضرت ليحمل على قولى فيما في هذا الكتاب؟
قال ابراهيم: ولم أمرت باحضارك اذن؟
قال: فأول ذلك أن يثبت الرسول بعد لين استخلاف أمير المؤمنين له على قبض هذا المال ان صح، وأن المال لأمير المؤمنين أو لمولاه.
فقال الرسول ويكتب أمير المؤمنين بالباطل؟
قال: معاذ الله، أمير المؤمنين أكرم من أن يأخذ مالا من غير حله، ولكن قد تنخرق الأشياء دونه؛
قال الخراساني: ما تقول أيها الأمير؟
قال: ما قال القاضي؛
وتحمل، فقام ابن غانم، وحمل الأبزارى معه، فقال ابراهيم: الله تلاده! ما أنفذ بصيرته وأمضى عزيمته.
***
وراكب ابن غانم ابراهيم يوما، فزادت دابة ابراهيم في المشي، فحول ابن غانم دابته ورجع الى داره، فعاتبه ابراهيم على ذلك. فقال ابن