للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه.

ونزهته من أمرى، وقلت له (٢٩٢): قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله وقرابته منك.

فقال لى: فأنت، فعفا الله عنك ووصلك.

- * -

قال الفروى (٢٩٣) والعمرى - وأحدهما يزيد على الآخر -:

لما ضرب مالك ونيل منه، حمل مغشيا عليه، فدخل الناس عليه، فأفاق فقال: أشهدكم أني جعلت ضاربي في حل.

فعدناه فى اليوم الثاني فاذا به قد تماثل، فقلنا له ما سمعنا منه، وقلنا له:

- قد نال منك.

فقال: تخوفت أن أموت أمس فألقى النبي ، فأستحيى منه أن يدخل بعض أهله النار بسببى.

فما كان إلا مدة، حتى غضب المنصور على ضاربه، وضرب ونيل منه أمر شديد، فبشر مالك بذلك فقال:

- سبحان الله! أترون حظنا مما نزل بنا الشماتة به؟ انا لنرجو له من عقوبة الله أكثر من هذا، ونرجو لنا من عفو الله أكثر من هذا، ولقد ضرب فيما ضربت فيه محمد بن المنكدر، وربيعة، وابن المسيب، ولا خير فيمن لا يؤذى فى هذا الأمر.

- * -

وقيل: إن الذى تولى ذلك منه، عامل جعفر بن سليمان، وأن جعفرا هو الذي صنع بعامله من النكال ما تقدم. والأول أشهر.


(٢٩٢) ونزهته من امري وقلت له ساقط من ك.
(٢٩٣) ك: الفروي - أ: القروي.