للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك اختلف على مصعب الزبيرى فى هذا.

- * -

وقال الجيانى (٢٨٧): بقى مالك بعد الضرب مطابق اليدين، لا يستطيع أن يرفعهما، وارتكب منه أمر عظيم، فوالله ما زال مالك بعد ذلك الضرب فى رفعة من الناس وعلو واعظام، حتى كأنما كانت تلك الأسواط حليا حلي به.

وقيل: ان هذا كان فى أيام الرشيد، وان فتيا مالك إنما رفعت للرشيد.

- * -

قال أبو الوليد الباجي: ولما حج المنصور، أقاد مالكا من جعفر بن سليمان، وأرسله إليه ليقتص منه، قال:

- أعوذ بالله، والله ما ارتفع منها سوط عن جسمى إلا وأنا أجعله فى حل، ذلك الوقت، لقرابته من رسول الله .

- * -

قال غيره: لما دخلت على أبي جعفر، وقد عهد الى * أن آتيه بالموسم، قال لى:

والله الذى لا اله الا هو، ما أردت الذى كان ولا علمته (٢٨٨)، وانه لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنت بين أظهرهم، واني اخالك أمانا لهم من عذاب الله، ولقد رفع الله بك عنهم سطوة عظيمة (٢٨٩)، فانهم أسرع الناس للفتن، وقد أمرت بعدو الله أن يؤتى به من المدينة الى العراق على قتب (٢٩٠)، وأمرت "نصيرا" بحبسه (٢٩١) والاستبلاغ في امتهانه، ولابد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما نالك منه.


(٢٨٧) ط: الجياني، وكذلك فى الديباج - أ: الحياني - ك: الحنيني.
(٢٨٨) أ: ما أردت الذي كان - ك: ما أمرت بالذي كان.
(٢٨٩) ك، ط: سطوة عظيمة ا: سوطة عظيمة.
(٢٩٠) القتب: بفتح التاء والقاف، الرحل الصغير على قدر سنام البعير.
(٢٩١) كذا في نسختي أ، ط - وفي نسخة ك: وأمرت بضيق محبسه.