للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ومالك ساكت.

فقال المغيرة: يأذن لي أمير المؤمنين في الكلام؟

قال: تكلم.

قال: أن أبا عبد الله يحدث عن آباء أمير المؤمنين: العباس وابنه، وعن بنى أعمامه: على وأولاده، وعن أعطاف أمير المؤمنين: معاوية ومروان وابنه، ولا يحدث عن فلان العلاس (٢٦٦) ولا عن فلان القتات، ولا عن فلان صاحب الشعير.

وهؤلاء معروفون لا شك فيهم، يعنى الذين روى مالك عنهم.

فنكس أبو يوسف رأسه وسكت.

فقام مالك فقال: يا أمير المؤمنين! قد حضرتنى العلة التي ذكرتها لك، وأبو يوسف رجل بطال، ومن علم أن الزمان يفنى، والموت يأتى، يكون عمله بخلاف عمل يعقوب.

- * -

قال سعيد بن أبى مريم ومصعب بن عبد الله: قدم هارون المدينة ومعه أبو يوسف، فدخل عليه مالك فرفعه فوق أبي يوسف.

وقال مصعب: فقال مالك: أين يجلس الشيخ؟

فقال هارون: حيث شاء.

فجلس فوق أبي يوسف.

فقال له: يا يعقوب، ناظر أبا عبد الله.

فقال أبو يوسف: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق ملء سكرجة (٢٦٧)؟


(٢٦٦) أ: العلاس، وهو بائع العليس، أي الشواء، وفى بعض النسخ: القلاس، أي صانع القلانس - ك: ولا يحدث عن فلان الفلاني.
(٢٦٧) السكرجة: بضم السين والكاف والراء المشددة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم، أو من الكوامخ التي توضع على المائدة حول الأطعمة للتشهي والهضم، ج سكارج.