للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال مالك: لا يا أمير المؤمنين، إنما هي الغابة، وهى وراءك (٢٦٣).

قال أبو محمد الزهري: وقال أبو يوسف لمالك: ما تقول في رجل بعث مع رجل دينارا، وبعث معه آخر دينارين، فخلطهما، ثم سقط له منها دينار؟

فقال مالك: أما واحد فلصاحب الاثنين لا شك فيه، وواحد فيه شك فيتشاطرانه.

- * -

قال عبد الملك بن الماجشون: سأل رجل من أهل العراق مالكا عن صدقة الحبس *، فقال: إذا حيزت (٢٦٤) مضت.

فقال العراقي: أن شريحا قال: لأحبس عن كتاب الله.

فضحك مالك، وكان قليل الضحك، وقال: يرحم الله شريحا، لم يدر ما صنع أصحاب رسول الله هنا.

- * -

قال سعيد بن داود بن أبي زنبر (٢٦٥): دخل هارون المدينة ومعه أبو يوسف، فأتى إليه مالك، فسلم عليه، وأبو يوسف عن يسار الرشيد، وابناه الأمين والمأمون بجانبه، فلما دخل مالك غمز هارون ابنيه فقال:


(٢٦٣) هكذا ورد هذا الحوار في نسخة ط.
وقد ورد في نسخة "أ" كما يلي:
وأخذ الحديث إلى أن قال أبو يوسف:
أجراء النبي من الغابة.
فقال مالك: لا يا أمير المؤمن، إنما هي الغابة، وهي وراءك!
وورد في نسخة "ك" كما يلي:
وأخذ الحديث إلى أن قال أبو يوسف:
أجرى النبي الخيل من الغابة.
فقال مالك: لا يا أمير المؤمنين، إنما هي الغاية، وهي وراءك.
(٢٦٤) أ: حيزت - ط، م: أجيزت.
(٢٦٥) سعيد بن داود بن أبي زنبر، أبو عثمان المدني، توفى بعد العشرين ومائتين، انظر الخلاصة ص ١٣٧ وقد ورد اسمه في نسخة "أ" هذا هكذا: سعيد بن أبي داود بن أبي زنبر، ويتردد اسمه عند القاضي عياض مختصرا هكذا في الغالب: ابن أبي زنبر.