قال: كان صاحبنا لا يراه، وأنا أراه، زاد في رواية: من الثلث.
فأعرض عنه الرشيد.
- * -
قال الواقدى: لما حج الرشيد وسار إلى المدينة أراد أن يجمع بين مالك وأبي يوسف، فبعث إلى مالك يسأله أن يسير إليه.
فبعث إليه: إني لا أقدر لعلة بي من رجلى.
فبعث إليه: فنرسل لك دابة.
فقال: لا. الدابة أشد على من المشى.
قال: فنرسل إليك محفة.
قال: هي شهرة لا أحبها.
فأرسل إليه: إن لم يمكنك المجيء جئناك.
فلما سمعها تلبس ومضى إليه يهادى بين اثنين، فدخل عليه والمجلس غاص، وقد أخذ الناس مجالسهم، فسلم، وكره أن يجلس حيث انتهى فيكون مؤخرا، أو يتخطى فيسيء الأدب، فقال: أين أجلس يا أمير المؤمنين؟ فقال: إلى إلى أبا عبد الله.
فرفعه إليه.
فلما تمكن سأله أبو يوسف عن مسألة من الرهن فلم يجبه. فقال: يا أمير المؤمنين! قل له يجيبنى.
فقال: أجبه. فأجابه.
فقال أبو يوسف: ولم؟ فسكت عنه (٢٥٩).
(٢٥٩) ك: فقال أبو يوسف: ولم؟ فسكت عنه - أ: فقال أبو يوسف: ولم سكت عنه؟