للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووعظ المنصور في افتقاد أحوال الرعية، فقال له:

أليس إذا بكت ابنتك من الجوع، جعلت الخادم تحرك الرحا لئلا يسمعها الجيران؟

فقال مالك: والله ما علم بهذا إلا الله.

فقال له: فعلمت هذا ولا أعلم حال الرعية؟

- * -

قال بعضهم: لما قدم الرشيد المدينة، وقال آخر: بعض الخلفاء، أراد أن ينقض منبر النبي ويزيد فيه، فقال لمالك: ما ترى؟ فقال: ما أرى.

فغضب وقال: قد زاد فيه معاوية.

فقال مالك: إن المنبر إذ ذاك كان صلبا، فلست آمن إن نقضته أن تذهب البركة منه، وفى رواية: أن يتهافت فيتشاءم الناس منك، ويقولون: زال على يده أثر من آثار رسول الله .

فقال: أحسن الله جزاءك، فترك ما كان نواه.

- * -

قال: وشاور المهدى مالكا في ثلاثة أشياء، في الكعبة أن ينقضها ويردها على ما كانت عليه، فأشار عليه أن لا يفعل، وفى المنبر أن ينقضه ويرده على ما كان عليه، وذلك حين أراد أن يرد المنابر كلها صغارا على منبر النبي ، فقال له مالك إنما هو من طرفاء (٢٣١)، وقد سمر إلى هذه العيدان، يعنى التي زادها معاوية، وأخشى إن نقضته (٢٣٢) أن يخرب وينكسر، ولولا ذلك لرأيت أن ترده إلى حالته الأولى، وشاوره في نافع بن أبي نعيم القارئ أن يقدمه


(٢٣١) ك: طرفاء، والطرفاء شجر، وهي أصناف منها الأثل - وفي نسخة أ: طرفا.
(٢٣٢) ما بين خطين مائلين ساقط من أ.