قال: لأنه لا يضيع كتاب مثلك، مر به يطلب تجده إن شاء الله.
ثم عاد إليه بعد، فقال: علمت يا أبا عبد الله أنا طلبنا الكتاب فوجدناه؟
قال: الحمد لله، أصبته حين طلبته.
- * -
قال عتيق بن يعقوب: خرجنا مع مالك إلى المصلى يوم عيد، ومالك يمشى، وخرج عبد الملك بن صالح أمير المدينة في سلاح وتعبئة ورايات وأعلام، فنظر إليهم مالك فقال:
إنا لله وإنا إليه راجعون، *ما هكذا كان النبي ﷺ والخلفاء الراشدون.
فبلغ ذلك عبد الملك، فأتاه في المصلى فقال: يا أبا عبد الله! ما الذي أنكرت؟
قال: ما رأيت معك، إنما يأتى الناس للصلاة خاضعين خاشعين يرجون المغفرة، ولقد أخبرني يحيى بن سعيد، أن النبي ﷺ، دخل عام الفتح مكة في عشرة آلاف أو اثنى عشر ألفا، وكان راكبا وسط راحلته، وتحته قطيفة قيمتها أربعة دراهم، منكس الرأس، وهو يقول: الملك لله الواحد القهار، وكان يأتى المصلى للعيدين والاستسقاء، متوكئا على عصا أو قوس، منكسا رأسه، خاشعا.
- * -
قال عتيق بن يعقوب: دخل مالك يوما على عبد الملك بن صالح، وقد غضب على بعض أهل المدينة حتى بلغ ذلك منه، فقال له مالك: قال كعب لعمر: في التوراة أنه مكتوب: ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء، فقال له عمر: إلا من حاسب نفسه، فقال كعب: ما بينهما حرف "إلا من حاسب نفسه".