للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسأله عن مسألة، فأجاب، ثم سأله مرة أخرى فأجاب، ثم سأله فأبى أن يجيب، فقال له: قد أنفقت، وجئت هذا الوجه وأنا مسترشد، فأرشدني فقال: بلغني أن رسول * الله قال: لا إيمان لمن لا حياء له. فقال العراقي: وأنا بلغني أن النبي قال: إذا كثف وجه الرجل رق دينه، فوثب إليه جماعة من جلساء مالك فنزعوا عمامته وطرحوها في رقبته وخنقوه بها.

قال أشهب: عاد مالك محمد بن علي من علة، فصارت له بعيادة مالك وجهة في الناس.

قال عبد الله بن نافع الزبيرى: كنت أقرأ على نافع بن أبي نعيم بعد الصبح، فرفعت صوتي فزجرني وقال: أما ترى مالكا؟ وهو أول ما عرفت به مالكا.

وروى هذا أيضا عن ابن وهب.

قال يونس بن تميم: قدمت المدينة سنة ستين ومائة، فأتيت مالكا، فلما نظرت إليه هبته، فلم أتقدم إليه، ورأيت الناس يهابونه، فأقمت أتردد عشرة أيام، فشكوت ذلك لبعض أهل المدينة فقال لي: أعط كاتبه يسأل لك عما أحببت، وأما أنت فلا أحسب تتهيأ لك مساءلته، لأنه أهيب من ذلك في صدور الناس.

قال عبد الله العباسي: كان أهل المدينة إذا مات لهم ميت يقولون: امضوا بنا إلى مالك يعزينا.

قال مصعب: رأيت مالكا على ضجاع لا يقعد معه أحد، وقريش قعود فإذا جاءه رجل من بنى هاشم، ثنى رجله وأجلسه على ضجاعه، فيقبل عليه ولا يلتفت إلى أحد حتى يفرغ.

قال التسترى: وهذا في غير مجلس العلم.

وقد قيل إن المخزومي كان ممن يجلس معه على فراشه.