قال بكر بن الشرود (٥٨) وغيره، والمعنى متقارب: أتينا مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة، ونحن نستزيده من حديثه، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة وهو نائم في ذلك الطاق، فأتينا ربيعة فأنبهناه، وقلنا له: أنت ربيعة الذي يحدث عنك مالك؟ قال: نعم. قلنا له: كيف حظى بك مالك، ولم تحظ أنت بنفسك؟ فقال: أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل علم؟
قال ابن حارث: كان مالك يجل العلم الذي عنده إجلالا عظيما، ويصون نفسه عن جميع الوجوه التي تنقص وإن قلت، وكان مهيبا شديدا.
قال يحيى بن حسان: كتبت عن مالك يوما ثمانية أحاديث، فسررت بها سرورا كثيرا.
وقال بشر الحافي: حدثنا مالك، وأستغفر الله، أن من زينة الدنيا أن يقول الرجل: حدثنا مالك.
قال حبيب: رأيت مالكا منصرفا من عند المهدى، ما يمر بأحد إلا قام إليه وذكر الله، قال: فذكرت الحديث الذي جاء: إذا رؤوا ذكر الله.
قال غيره: كان مالك يسأل عن المغازي الضحاك بن عثمان، وابن كنانة، ثم يحدث عنهما في مجلسه، فيبتدئ الناس يكتبونها عنه، ويكتبها معهم الضحاك وابن كنانة، وأكثر ذلك إنما سمعه منهما.
قال القعنبي: ما أحسب بلغ مالك ما بلغ إلا بسريرة كانت بينه وبين الله تعالى، رأيته يقام بين يديه الرجل، كما يقام بين يدى الأمير.
قال إسماعيل بن يعقوب السهمى: كنت مع مالك بن أنس يوما جالسا عند بروز أهل الموسم، فجلس إليه رجل عراقي
(٥٨) أ، ط: بكر بن الشرود، وهو بكر بن الشرود الصنعاني، انظر الجرح والتعديل، القسم الأول من المجلد الأول ص ٣٨٨ - ك: بكير …