للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- * -

قال بعضهم: سعى ابن أبي الزناد (٥٩) بمالك إلى بعض أمراء المدينة، فأتاه مالك ليلا يسأله أن يكف عنه، فأدخله حجلته (٦٠)، فعجب الناس منه كيف ائتمنه على حرمه لما بينهما، ومضى إلى الوالي ورجع فقال: قد كفيته، ثم لم يعد مالك إلى كلامه حتى مات.

قال بعض الحسينيين (٦١): كنت مقيما عند أهلى أيام ابتنائى بها، فأتاني مالك وأنا مع أهلى في الحجلة، فاستأذن، فكرهت أن أحبسه (٦٢) بالباب إلى أن أباعد أهلى، فخرجت من الحجلة وأرخيت الستر على وجه زوجتى، وقعدت بين يدى الحجلة، وأذنت له فدخل وجلس ثم قال:

- إن هذا - يعنى الأمير - قد حبس غلامى، أخذه العسس فامض إليه حتى يطلقه. فهبت أن أخبره بموضع زوجتى، أو أراجعه، فتركته جالسا وخرجت إلى الأمير، فأطلق غلامه وجئت به، فلما رآني آخذا بيد الغلام، تلقاني وانتزع الغلام وخرج متوكئا عليه، والله ما قال لي: أحسن الله جزاءك.


(٥٩) عبد الرحمن بن أبي الزناد الإمام، توفي سنة ١٧٤ ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ ج ١ ص ٢٨٤ الترجمة رقم ٢٣٤.
(٦٠) الحجلة: بفتح الحاء والجيم، ستر يضرب للعروس في جوف البيت.
(٦١) ك، ط: الحسينيين - أ: الحسيبين.
(٦٢) أ، ط: أحبسه - ك: أجلسه.