للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الأصمعي: ما هبت عالما قط ما هبت مالكا، حتى لحن فذهبت هيبته من قلبى، فقلت له في ذلك، فقال: كيف لو رأيت ربيعة (٥٦)؟ كنا نقول له: كيف أصبحت؟ فيقول: بخيرا بخيرا.

قال ابن وهب: قدمت المدينة فسألني الناس أن أسأل لهم، مالكا عن الخنثى، وقد اجتمعوا إليه، وكنت أنا الذي أسأل لهم، فهبت أن أسأله، وهابه كل من في المجلس أن يسأله.

قال هشام بن عمار: دخلت المدينة فأتيت مالك بن أنس، فلما وقع بصرى عليه هبته حتى ضربت على خاصرتي.

قال الشافعي: ما هبت أحدا قط هيبتى مالك بن أنس حين نظرت إليه.

وقيل كان الثورى في مجلسه، فلما رأى إجلال الناس له، وإجلاله للعلم أنشد:

يأبى الجواب فلا يراجع هيبة … فالسائلون نواكس الأذقان

أدب الوقار وعز سلطان التقى … فهو المهيب وليس ذا سلطان

قال ابن حنبل: كان مالك مهيبا في مجلسه، لا يرد عليه إعظاما له.

- * -

قال الشافعي: كان محمد بن الحسن إذا حدث بالعراق عن مالك امتلأ منزله حتى يضيق بهم الموضع، وإذا حدثهم عن غيره من شيوخ الكوفة لم يمتلئ (٥٧) إلا اليسير، فكان يقول: ما أعلم أحدا أسوأ ثناء منكم على أصحابكم.


(٥٦) ك، م: ربيعة، وهو ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ، أو ربيعة الراي، فقيه أهل المدينة، وعنه أخذ مالك بن أنس ، ترجم له ابن خلكان في وفيات الأعيان، الترجمة ٢١٨ ج ٢ ص ٥٠ - أ: كيف لو رأيت ابن سعيد؟
(٥٧) ط: لم يمتلئ - أ: لم يجه - ك: لم يجبه.