للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسأله رَجُلٌ عِراقِيٌّ عَن رَجُل وطيء دجاجة ميّتةً فأخرجت منها بيضة، فأُفْقِسَت البَيضة عنده عن فرخ، أيَأكلُه؟ فقال مالك: سَل عما يكون، ودع ما لا يكون.

وسَأله آخر عن نحو هذا فلم يُجبه، فقال له: لم لا تُجِبيني يا أبا عبد الله؟ فقال له: لو سَألَت عَما تَنتَفع به لأجبتُك.

قال ابن المعذَّل:

قبل لمالِك: إن قُريشًا تقولُ إنك لا تَذكر في مجلسك آباءها وفضائلها.

فقال مالِكٌ: إنما نَتكلم فيما نَرْجُو بركتَه.

قال ابن القاسم:

كان مالكٌ لا يَكاد يُجيب، وكان أصحابُه يحتالون أن يجيءَ رجلٌ بالمسألة التي يُحبُّون [١] أن يعلَموها كأنها مسألةُ بلوى، فيُجب فيها.

وقال مالك لابن وهب:

اتَّق هذا الإكثار [٢]، وهذا السَّماع الذي لا يسَتقيم أن يُحدَّثَ به، فقال له: إنما أسمعُه لأعرِفه، لا لأحَدّث به فقال له: ما سمع إنسانٌ شيئًا إلّا تحدَّث به، وعَلى ذلك القدر [٣] سمعتُ من ابن شهاب أشياءَ ما تحدثت بها، وأرجو أن لا أفعل ما عِشتُ.

وروى البياضى عنه أنه قال:

لقد نَدِمتُ أن لا أكون طرحتُ أكثر مما طرحتُ من الحديث.


[١] يحبون: ا ط ك ت. يريدون: ب خ
[٢] هذا الإكثار: ب خ، هذه الآثار: ا ت ط ك
[٣] وعلى ذلك القدر: ا ب ت ط ك، وعد ذلك لقد: خ.