للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال في سماع ابن القاسم وابن وهب وأشهَب، والمعنى مُتَقارب: ليسَ كُلٌّ ما قال الرجلُ، وإن كان فاضلًا، يُتّبع ويُجعَل سنّة، ويُذهب به إلى الأمصار؛ قال الله تعالى: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (١)﴾، الآية.

وقال أشهب: سُئل مالِك عن مسألةٍ فأجاب فيها، ثم قال مكانه: لا أدري، إن نظن إلّا ظنًّا [١]، إنما هو الرأيُ، وأنا أخطئُ، وأرجِع] [٢]، وكلُّ ما أقول يُكتَب.

قال أشهب:

ورآني أكتُب جوابَه في مسألةٍ فقال: لا تكتبها، فإنّي لا أدري أأثُبتُ عليها أم لا؟

قال ابن وهب:

وسمعتُه يقول فيما يسأل عنه من أمر القضاء: هذا من مَتاع السلطان، وسمعتُه يَعيبُ كثرة الجَواب من العالمِ حتّى يُسأَل، يعنى الرَّجُل الذي يَجْلِس لهذا [٣]، وإنما يصنعه مُعَلَّم الكتاب، وكان الرَّجلُ يَجلس، فإذا سُئل العالِم عن شَيْءٍ سَمعِه.

وسمعتُه عندَ ما يُكثَر عليه بالسُّؤال يَكُفُّ ويَقُول: حَسْبكُم! من أكثر أخطأ، وكان يعيب كثرة ذلك ويقول: يتكَلَّم كأنّه جَمل مُغْتَلِم يقول: هو كذا، هو كذا، يَهْدِر في كلِّ شيء.


[١] إن نظن إلا ظنا: اك، - ب ط خ
[٢] وقال في .... وأرجع: ا ب ط خ، … ك ت
[٣] لهذا: ا ت ط ك، - ب خ.