للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يو -

أضف إِلى قضية العصمة، ما كانت تستلزمه من مظاهر التشيع

وهناك الموقف الحذر أو العدائي الذي اتفق عليه أعلام المغرب، أو كادوا، تجاه مباحث واتجاهات في كتاب: "إحياء العلوم" للغزالي.

ويمكن حصر هذه المباحث التي رفضتها الأوساط الفكرية في المغرب في نُقطتيْن:

الأولى: ذلك الموقف السلبي الخطير الذي يقفه الغزالى في كتاب الإحياء وغيره - من الاشتغال بالعلوم الإسلامية، باستثناء التصوف.

والثانية: ما عرض للبحث فيه من "علوم المكاشفة"، وما بناه عليه من نتائج وأحكام.

وآمن عياض بما آمن به، أهل السنة في المغرب، وكان شديد التمسك بما آمن به، وقرأ على محمد بن عبد العزيز التغلبي (المتوفى سنة ٥٠٨ هـ) ردوده على الغزالى (٦٢) وأغلب الظن - ولا شيء يمنع من - أَنه كان على علم بموقف المازري شيخه من كتاب "إحياء العلوم" للغزالى.

فكان لعياض - من هذا جميعه - رأيُه في كتب الغزالى وآرائه مماثلا لما رآه شيوخه ومُعاصروه فيها؛ كان عياض يرى أن الغزالى لو اختصر الإحياء واقتصر فيه على العلم الخالص، وهذه عبارته، لكان كتابا مفيدا (٦٣) وغيرُ الخالص من العلم في كتاب الإحياء - فيما يعنى عياض -


(٦٢) الغنية ٢٥.
(٦٣) التعريف ١٢١.