للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يز -

هو "علم المكاشفة".

وحكى ابن العِماد الحنبلي، (٦٤) والشَّعراني (٦٥) أن عياضًا كان يَرى أن كتاب الإحياء يجب أن يُحرق، وليسَ غريبًا ما حكياه عنه؛ فلعياض في كتاب الشفا (٦٦) حكم على أبي حامد الغزالي - رحمهما الله - في غاية القَسوة.

وكان لعياض كذلك اعتقادُه في العِصْمة التي وصَف المهدي بها نفسه.

وجاء مَهدي الموحِّدين فصَدَم أهلَ المغرب في أقدَس ما لديهم وهى عقيدتهم السنية، وسماهم مجسمين كافرين، وقاتلهم قتال كُفر، وحصَر التوحيد في أصحابه وأتباعه (٦٧).

وأقام حركته على دعامتين:

عصمة الإمام، وهو كان الإمام.

وعلمه بالمغيبات، وقد استفاده من كتاب الجَفْر الذي يتضمّن علوم أَهل البيت.

وعصمةُ الإمام، عند الإمامية، وعنهم ينقل ابن تومرت: تَعنى أن الإمام لا يجوز أن تصدُر عنه مَعصية صغيرة، ولا يجوز أن يحصل منه سَهو في الدين، ولا يجوز أن ينسى شيئا من الأحكام (٦٨).

ومن كرامة الإمام عندهم أَن يعرفَ ضمَائر الناس وأَن يعرف ما يكون


(٦٤) الشذرات ٤/ ١٣٩.
(٦٥) طبقات الشعراني ١/ ١٥.
(٦٦) ٢/ ٢٦٧.
(٦٧) ابن خلدون، العبر ٢/ ٢٢٦، ٢٧٦، ٢٢٨، ٢٢٩، ٦/ ٢٦٦، وابن زيدان، أعلام الناس ١/ ٨٧، ٨٨.
(٦٨) أوائل المقالات ٣٦.