له، بما ورثه عن سلفه، وبما أفاده بسعيه، وتقدير للمسؤوليات الثقيلة التي تفرضها عليه تقاليد هذه المكانة، من إرشاد وهداية، وتوجيه وتنوير، وحماية إن كانت السلامة في الكرامة الإنسانية وفى المقدّسات لا تحفظ إلا بالحماية.
وفتحت له بلادُه قلبها، فأحبّته وأكبرته، وأسنَدت إليه قيادها، فكان عياض في جميع ذلك الرائد الأمين الذي لا يَكْذب أهله.
حدّث ابنه في "التعريف"، وابن صَعْد في "النجم الثاقب" وعنه الإفراني في "دُرَر الحجال في سَبعة رجال" في السمط الثاني منه: أن القاضي عياضًا لما ولى قضاء بلده كانت الخاصة والعامة على غاية من محبته وإجلاله وإكباره، وكان له من الهيبة والجلالة عند الأمراء والولاة، ما جعلهم يقبلون قوله، حين يطالبهم بأداء حقٍّ من حقوق الرعية، ويتنافسون في قضاء حقه والقيام بواجبه.
وحدثوا عن سيرة القاضي في قومه، فقالوا: إنه كان صلبًا في الحق لا تأخذه فيه لومة لائم، محبًا في طلبة العلم محرضا لهم على طلبه، (٥٨) كثير التواضع، يقبل على المساكين والفقراء، فيسألهم عن أحوالهم ويكثر الصدقة عليهم، (٥٩) ويعاشر الناس بالأخلاق الحسنة، والجانب اللين، ويؤثرهم بما