للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يج -

وعلمه.

قال له أستاذه أبو عبد الله بن حَمْدِين، وقت رحلته: "وَحقِّى يا أَبا الفضل إن كنت تركت بالمغرب مثلك (٥٢) ".

وأراد الرحلة إلى بعض الأشياخ بالأندلس للأخذ عنه، فقال له الوزير أبو الحسين بن سراج: "لهو أحوج إليك منك إليه (٦٣) ".

وقال أبو محمد بن أبي جعفر: "ما وصل إلينا من المغرب أنبل من عياض (٥٤) ".

ولقيه بسبتة الوزير الكاتب الشاعر عبد المجيد بن عَبْدُون (المتوفى سنة ٥٢٧ هـ)، فأقسم له أنه ما قصد سَبتة إِلا للُقياه (٥٥) ".

وفي رحلته كتب عنه أبو عامر محمد بن أحمد بن إسماعيل الطليطلي أشياء من حديثه (٥٦).

وعاد عياض من رحلته، قبسًا من النور يُضيء، ومَعينا عذْبا فياضًا من العلم لا يلحقه النُّضوب، وصوتًا عاليا للحق ينادي - مُرشدًا، وحاكِمًا - فيُسْمِع النداء، وطاقةً هائلةً من الإيمان والثبات والخُلق.

وإِلى هذا جميعًا إحساسٌ واع بنفسه وببلده، (٥٧) وبالمكانة التي تهيأت


(٥٢، ٥٣، ٥٤) التعريف صحيفة ١٢١.
(٥٥) الغنية ١٦٧.
(٥٦) الغنية ٥٩.
(٥٧) من مظاهر هذا الإحساس عنايته بأخبار سبتة، وتأليفه كتاب "العيون الستة". والعناية بتاريخ المدن المغربية قديم؛ فقد ألف محمد بن يوسف التاريخي الوراق أخبار تاهرت، والبصرة، وسجلماسه ونكور، وغيرها.