للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إذا بحلاوى بين يديه طنجير يغلى، فاشترى منه لصاحب له: وغرف بيديه من الطنجير وهو يعلى فجعله في رقاقة، وسار حتى دخل على ابن مجاهد. فقام إليه، فقال أصحابه: تقوم للشبلى. ولم تقم لابن عيسى الوزير؟

فقال: ألا أقوم لمن يعظمه رسول الله ؟ رأيت رسول الله في النوم: فقال لي: يا أبا بكر! غدا يدخل عليك رجل من أهل الجنة فأكرمه.

قال فلما كان بعد ليلتين رأى ابن مجاهد النبي ، قال - فقال لي يا أبا بكر: أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل الجنة.

فقلت يا رسول الله: بم استحق هذا منك، قال: أنه يصلى كل يوم خمس صلوات يذكرنى أثر كل صلاة ويقرأ: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم" (٨٢) الآية.

قال أحمد عطاء: سمعت الشبلى يقول: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة، وكان يتفقه بمالك.

قال غيره: سمعت الشبلى يقول: أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ما ملكه، وغرق في الدجلة سبعين قمطرا بخطه، وحفظ الموطأ، وقرأ بكذا وكذا قراءة. يعني نفسه.

* قال: وخلف أبى ستين ألف دينار، سوى الضياع والعقار، وأنفقتها كلها ثم قعدت دت مع الفقراء، لا أرجع إلى مأوى، ولا أستظهر بمعلوم.

قال بعضهم: دخلت على الشبلى، فقال: يا أحمد! ضيعنا.

قلت: ايش الخبر؟

قال: وقع في خاطري أني بخيل، فقلت - ورفعت رأسي - وعزتك ما أنا ببخيل. فجاوبني خاطري أنى بخيل، فقلت: وعزتك، لا


(٨٢) الآية ١٢٨ من سورة التوبة.