قال أبو سهل الصعلوكي: سمعتبر الشبلى يقول: أحبك الخلق المنعمائك، وأنا أحبك لبلائك.
وقال الشبلى: ما قلت: الله قط، إلا واستغفرت الله من قولى الله.
وقال ابنه يونس: نام أبى ليلة فترك فرد رجليه على السطح، والأخرى على الدار، فسمعته يقول: لئن طرقت لأرمين بك إلى الدار، فما زال ليلته كلها كذلك، فلما أصبح قال: يا بني! ما سمعت الليلة ذاكرا إلا ديكا يساوى دانقين.
وكان يكتحل بالملح لئلا يأخذه النوم.
قال أحمد بن عطاء: كان للشبلي يوم الجمعة نظرة بعدها صيحة، فصاح يوما صيحة تشوش ما حوله من الخلق، فسئل عن ذلك فقيل له: من صيحك؟
وكان إلى جانبه حلقة أبي عمران الأشيب، فقام إليه الشبلي، فلما رآه أبو عمران، قام إليه وأجلسه إلى جانبه، فأراد بعض أصحاب أبي عمران أن يرى الناس أن الشبلى جاهل، فقال له: يا أبا بكر! إذا اشتبه على المرأة دم الحيض من دم الاستحاضة ما تصنع؟
فأجابه بثمانية عشر جوابا، فقام إليه أبو عمران وقبل رأسه، وقال يا أبا بكر أعرف اثنتى عشرة، وستة ما سمعت بها قط.
وفى حكاية أبي القاسم القشيرى أنه قال للشبلي: استفدت في هذه المسألة عشر مقالات لم أسمعها، وكان عندى من جملة ما قلت ثلاثة أقاويل.
ووقف الشبلى يوما بباب الطاق، مع أبي الطيب الجلا، وكان من أهل العلم، فأطال الحديث معه،، فاجتمع قوم إلى أبي الطيب يسألونه أن يسأل الشبلى أن يدعو لهم ويريهم آية.
فالح أبو الطيب عليه في ذلك، واجتمع الناس، ورفع يديه ودعا بدعاء لم يفهم، ثم شخص إلى السماء، فلم يطبق عينيه من الضحى إلى الزوال، فكبر الناس ودعوا، وضجوا.