ورحل إلى المشرق رحلتين، إحداهما سنة ثمان عشرة ومائتين، قبل بقى بن مخلد، لقى فيها سعيد بن منصور، وآدم بن أبي اياس، وابن حنبل، وابن معين، وابن المدينى، وعبد الله بن ذكوان، وأبا خيثمة، وكاتب الليث، وابن مصفى، وغيرهم.
ولم يكن مذهبه في رحلته هذه طلب الحديث، وإنما كان شأنه الزهد، ولقى العباد، فلو سمع في رحلته هذه لكان أرفع أهل وقته إسنادا.
ورحل رحلة ثانية، سمع فيها من إسماعيل بن أبي أويس *، وأبى مصعب، ويعقوب بن كاسب، وإبراهيم بن المنذر، وأبي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن محمد الفريابي، وهارون بن محمد بن سعيد الأيلى، وابن المبارك الصورى، وحرملة، وابن أبي مريم، وأبي الطاهر، والحارث بن مسكين، وأصبغ بن الفرج، وزهير بن عباد، وسحنون بن سعيد، وعون بن يوسف، والصمادحى، ومحمد بن مسعود، في خلق كثير من البغداديين والشاميين والمصريين والقرويين.
وعدة الرجال الذين سمع منهم، مائة وخمسة وستون رجلا.
وبه، وببقى بن مخلد، صارت الأندلس دار حديث.
وذكره أبو عمرو المقرئ في القراء، فقال: روى القراءة عن عبد الصمد بن عبد الرحمان بن القاسم، عن ورش، ومن وقته اعتمد أهل الأندلس على رواية ورش، وكانوا قبل معتمدين على قراءة الغازى بن قيس، عن نافع.
وأخذ عن ابن وضاح، أحمد بن خالد، ومحمد بن لبابة، ومحمد بن غالب، وابن صالح، وابن الجزار، وابن الزراد، وابن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وابن ميسور، وخالد بن وهب الأعناقى، وطاهر بن عبد العزيز، وابن الأعشى، ووهب بن مسرة، في آخرين كثرة.