للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال فإنها لا تسمى أثلاثا، لأن الرجل يوصى بالثلث والربع والتسمية، ولا يذكر جزءا، فما أنكرت من فعلى فيها؟

قال: تعطى منها عطاء كثيرا للواحد فتغنيه.

فقال له ابن طالب: قد فعله النبي .

قال ابن عبدون: ذلك خاص بالنبى .

قال له: وفعله عمر.

فقال له ابن عبدون: إنما تشبه أفعالك بفعل عمر!

فقال له ابن طالب: فإذا كان بالنبي لا يهتدى، وبعمر لا يقتدى، وبالأمير لا يتأسى، فبمن إذن يا هذا؟

فقال إبراهيم: رجونا بابن عبدون أن يفضح ابن طالب، ففضحه ابن طالب!

قال حمديس القطان: كان الأمير إبراهيم بن الأغلب، قد بعث إلى، وإلى سهل بن عبد الله القبرياني، وعبد الجبار بن خالد، وجماعة من أصحابنا، وجماعة من أهل العراق، لهذا المجلس.

فدخلنا المسجد، فكنت قاعدا إلى حائط المقصورة.

فخرج إلينا رسوله يقول: ما تقولون في ابن طالب؟

فتكلم فيه قوم بينه وبينهم شيء، وأوقعوا فيه شهادات منكرة.

فسمعت الأمير من خلف الحائط، منكرا عليهم قولهم، يقول: ولا هذا كله! ولا هذا كله!

وتحرى قوم الكلام، مثل حمديس، ويحيى بن عمر.

وأثنى عليه آخرون، مثل سعيد بن الحداد، وقاسم بن أبي المنهال.

قال حمديس: ولقد أحضرني إبراهيم - يعنى عند عزل ابن طالب من قضائه الأول - وأحضر إسحاق بن إبراهيم بن عبدوس، وأحمد بن أبى المنهال، وأحضر ابن طالب، والقاضى سليمان بن عمران.