وقيل: أنهم لما ركضوا في بطنه، ألقى دما عظيما من أسفله.
ثم أخرجه من السجن، ووجه إليه فرسا ودواء، فأقامه في داره، ودموعه تسيل، ونفسه تتصاعد، حتى مات ﵀.
حكى ابن اللباد أنه كان يقول في قضائه: اللهم لا تمتنى وأنا قاض.
فمات بعد عزله بنحو شهر.
قال ابن حارث: كان لما أمر ابن الأغلب قاضيه ابن عبدون، بإحضار ابن طالب، وأن يتتبع أفعاله، ويناظره، حتى يفضحه بحضرة الناس، ففعل، وجلس لذلك في المقصورة، وجلس ابن الأغلب بمكان يسمع منه، وأمر بإحضار ابن طالب، فأحضر، وأشار إليه ابن عبدون بالجلوس بين يديه، فجلس حيث أشار، واتكأ كالمتهاون.
فقال ابن عبدون: وقر القضاء!
فقال ابن طالب: أنا أعرف بحقه منك، فكيف لا أوقره؟
فقال له: أفمن توقيره أن تجلس بين يدى متكئا؟
فقال: نعم! إنما اضطررت لعلة.
واعتذر بدماميل به. ودارت بينهما أشياء ..
فكان من قول ابن عبدون: أخبرني عن فعلك في الأثلاث، من أجاز لك أن تفعل فيها ما فعلت؟