للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حارث: وأتاه رجل من أهل البادية، فشكا اليه الاقلال * فكتب له إلى ابنه أبي ابراهيم (٣٦٦) فى ضيعته، أن يدفع اليه خمسين قفيزا من زيت.

فلما وصل إلى أبي ابراهيم بالكتاب ضجر على الرجل، وقال: انا لم نعصر بعد، وهو يبدأ بتفريقه! ما عندي ما نعطيك!

فرجع الرجل اليه، فأعلمه، فكتب اليه: أن ادفع اليه مائة قفيز!

فزاد ضجره، وقال له: اذهب بسلام!

فرجع اليه فأعلمه، فكتب إلى ابنه: ادفع اليه مائة قفيز! فوالله لئن رجع إلى لأدفعن اليه غلة العام أجمع.

وأكرمه رجل فى طريقه، ولم يعرفه، فقال له: سل في القيروان عن دار ابن طالب.

فلما وصل الرجل، دفع اليه خمسة آلاف درهم، وعشر خلع.

وأهدى اليه رجل من البادية خبز سلت، فدفع اليه خمسة مثاقيل، فقيل له: انما تسوى درهما!

فقال: كلا، ولكن رجا هذا افضالنا فحققناه.

قال أبو محمد بن سعيد بن الحداد عن بعضهم: وصل إلى من مال ابن طالب بآية من القرآن نحو من سبعين دينارا، كنت اذا رأيته داخلا إلى مجلس قضائه، قمت بحذوه فقرأت: "إنما نطعمكم لوجه الله" (٣٦٧) الآية، فيدفع إلى الدينار والدينارين وما أمكنه.

قال أبو القاسم المعروف بالمساجدى: شكوت يوما إلى ابن طالب الوحدة، وقلة الجدة، فاشترى لى جارية بأربعين دينارا، وحجرة قرب الجامع بعشرين دينارا.


(٣٦٦) ك، ط، م: فكتب له إلى ابنه أبي ابراهيم - أ: فكتب له إلى أبي ابراهيم.
(٣٦٧) الآية ٩ من سورة الانسان.