للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما فرغ الناس من الجمعة، سبقا القاضى إلى باب الدار، حتى جاء ودخل بيتا في سقيفة داره يحكم فيه، وجلس معه اخوانه الذين كانوا يحضرون مائدته.

فقال الكفيف لزوجته: تسمعى إلى وقع الطست.

فقالت له: يا مدبر! ما الذي يوصلك اليه؟

فقال لها: اسكتي.

فلما سمعت الطست أخبرته.

فقال الكفيف: يا قاض! قال الله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم) الآية (٣٦٤)، وقال: (انما نطعمكم لوجه الله) الآيات (٣٦٥).

فصاح القاضي: يا غلام! خذ هذا الخوان، وامض معه حتى توصله إلى دار هذا المتكلم.

ففعل.

وحكى أن رجلًا من الرهادنة، بينما هو جالس في دكانه، طلعت اليه امرأة، فقالت له: بع هذا المتاع.

وهو جبة وشى، وطيلسان، ونعل طائفى، وقلنسوة.

فأخذها وقال: هذا لا يصلح إلا لابن طالب.

فمضى بها اليه، وأخبره.

فقال له: استقص، وادفع اليها الثمن.

وإذا بذلك كسوته للجمعة، جاءته المرأة فلم يكن عنده ما يدفع اليها غير ذلك.

كان يتصدق بحلى سرجه وسيفه.


(٣٦٤) الآية ٩ من سورة الحشر.
(٣٦٥) الآية ٩ من سورة الانسان.