للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفارقه، فسار ابن طالب إلى داره، فاذا بحمولة له وجهها له وكيله، فأمر ابن طالب بحملها إلى دار الرجل، وقال: قولوا له: قد أمنت مما كنت تحذر!

قال أبو الفضل البسى (٣٦٣): كان رجل من العراقيين يقع في ابن طالب، ارضاء لأصحابه، فولدت امرأته، فقالت له: أنت ترى حالنا، فامض إلى أصحابك الذين كنت ترضيهم بسب ابن طالب، لعلهم يعينوننا على ما نحن فيه!

فسار اليهم، فلم يات منهم بشيء، وخرج بمصحف ليرهنه عند أحدهم، فما قبله منه أحد منهم.

فشتمته امرأته، وقالت له: اقصد اليه - يعني ابن طالب - فاني أرجو أنك لا تنصرف من عنده خائبا!

فمضى اليه واعتذر، وأعلمه بمقال زوجته، فقربه، وقال له: أتيتنا فى وقت، الأشياء فيه غير واسعة علينا، ولكن نعطيك ما حضر.

فدفع اليه صرة كبيرة، وأخرى صغيرة، وقال: أنفق أنت هذه - وكان فيها أربعون دينارا - وادفع الأخرى إلى أهل البيت - وكان فيها عشرة دنانير.

قال ابن أبي عقبة: كان رجل كفيف من الفقراء يمشى مع زوجته، فاذا بصقلبي أتى إلى طباخ، فقال له: يقول لك القاضي: خذ لنا خروفا من صفته كذا، واعمله فى التنور، وخذ له من الزيتون والخبز وبقل المائدة ما يصلح، وهيئه إلى أن يرجع من صلاة الجمعة.

وانصرف الغلام، فقالت زوجة الكفيف: والله ما اشتهيت إلا الأكل منه!

وكانت حاملا، فقال الكفيف: أنت طالق ان تغذينا إلا منه!


(٣٦٣) أ: البسي - ط: التيمي - ك، م: غير واضحة.