للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمضى الرجل، وأجهد نفسه رجاء التقرب إليه، واشترى له جارية بنحو ثمانين دينارا، وأتاه بها، فأعجبت ابن طالب، فقال له: هي جيدة حسنة.

فقال: قلما رأيت مثلها.

فقال ابن طالب: هي هبة منى إليك، فاتخذها موضع أم ولدك، بارك الله لك.

وأعطاه دنانير لكسوتها.

قال: ولقى رجل ابن طالب في طريق، فشكا إليه الضعف، وأن له أربع بنات عاريات.

فكتب له رقعة إلى رجل، فقرأها، فقال له: اجلس.

وطلب له أربعة أقمصة، وأربع غلائل، وأربع دهاقن (٣٦٢) ومضى به إلى سوق النخاسين، فاشترى له خادما وغلاما.

فلما طال على الرجل، قال: يا هذا! أحب حاجتي.

فقال له: فيها أعمل.

وأتى به إلى البركة، فاشترى له زوج بقر، وقطعة غنم (٣٦٢ م) وقال له: جميعه لك.

ومر يوما: فإذا بجمال بحمولة قمح، وإذا رجل يسايره، فقال له: أن من هذا عنده في أمن من المجاعة.


(٣٦٢) ط، ك، م: وأربع دهاقن - أ: وأربع دهاقر.
(٣٦٢ مكرر) وردت هذه العبارة في جميع النسخ الخطية التي بين أيدينا هكذا: "ومضى به إلى البركة، فاشترى له خادما وغلاما. وأتى به إلى سوق النخاسين، فاشترى له زوج بقر، وقطعة غنم" ولعل الصواب ما أثبتناه: "ومضى به إلى سوق النخاسين، فاشترى له خادما وغلاما، … وأتى به إلى البركة، فاشترى له زوج بقر وقطعة غنم". ومن المعلوم أن كلمة (النخاس) تعنى بياع الرقيق وبياع الدواب، معا، أما كلمة (البركة) فتعنى مستنقع الماء ثم أنها اسم لعدة أمكنة، انظر معجم البلدان.