للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخنا أبو على القاضي: وكان أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميرى يقول: لو وجد كلام يعقوب على أبواب الحمامات، للزم أن يقرأ ويكتب، فكيف ويوجد بسند لا مثل له، إعجابا بكلامه.

وقد ذكر الخطيب عن الدارقطني، وأبى عمر بن حيوة، أنهما قالا: لو كان كتاب يعقوب على حمام سطورا، لوجب أن يكتب.

وذكر عن الأزهرى: أنه بلغه، أنه كان في منزل يعقوب، أربعون لحافا معدة لمن يبيت عنده من الوراقين لتبييض كتابه ونقله، ولزمه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار.

قال: وقيل لي: ان مسند أبى هريرة منه، وجد بمصر في مائتي جزء.

قال الخطيب: والذي ظهر منه، مسند العشرة، وابن مسعود، وعمار، وعتبة بن غزوان، والعباس، وبعض الموالي، هذا الذي رأينا من مسنده، حسب.

قال الباجي *: وقد كان وقع لشيخنا القاضي أبي على منه قطعة صالحة.

* * *

قال يوسف بن إسحاق بن بهلول: قال يعقوب بن شيبة: أظل عيد من الإعياد رجلا، وعنده مائة دينار لا يملك سواها.

فكتب إليه أخ يخبره أن العيد أظله، ولا شيء عنده ينفقه على الصبيان، ويستدعى منه نفقة.

فوجه المائة إليه في صرة قد ختمها.

فلم يكن حتى كتب أخ آخر إلى ذلك الرجل، يشكو له مثل شكواه هو للأول، ويستدعى مثل ما إستدعاه.

فوجه الصرة إليه بختمها، وبقى الأول بلا شيء.