فكتب إلى صديق له، يستدعى منه نفقة، ويذكر إضاقته (١٨٤)، فإذا به الثالث الذي عنده الصرة.
فوجه بها إليه فعادت للأول يختمها، فعرفها، وإستراب شأنها
فركب إليه ومعه الصرة، وسأله عن شأنها، فأخبره أنها وصلت إليه من صديقه فلان، بعد ما استدعيت منه ما أنفقه، فلما وردت رقعتك آثرتك بها.
فقال له: قم بنا إليه.
فركبا جميعا إلى الثاني، ومعهما الصرة. فتواصفوا الحديث، ثم فتحوها فاقتسموها أثلاثا.
قال يوسف: والثلاثة: يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزيادي، وفلان سماه.
وقد تقدم شبه هذه القصة للواقدى في أخباره.
* * *
قال يعقوب: سألت أبا عمرو، يعنى الحارث بن مسكين، عن المراكب في البحر ينفق عليها السلطان، ويحمل فيها ما يكفى لمن يركب فيها، مما يأكلون إلى أن يرجعوا، أترى للمطوعة أن يركبوها؟
فكأنه كرهه ولم يعجبه.
وسألته عن مبايعة الجند والسلطان، فكره ذلك للطعام والشراب وغير ذلك، وأن يجلب إلى عسكرهم شيء.
قال: إلا أن يخرجوا في غزو، فأرجو ألا يكون بأس بمبايعتهم في وجههم.
(١٨٤) أ، ط: إضافته. ك: إصانته - م: غير واضحة - ولعل الصواب ما أثبتناه (إضاقته) يقال: أضاق الرجل إضاقة بمعنى، افتقر.