للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفتيا تدور عليه، لا يتقدمه في وقته أحد بقرطبة، وكانت له بها رياسة، وذلك بعد انصرافه من المشرق.

قال ابن أبي دليم: كان ابن القاسم يعظمه ويجله، ويصفه بالفقه والورع، وكان لا يعد في الأندلس أفقه منه في نظرائه.

قال الرازي: كان عيسى عالما زاهدا متفننا، حج حجات، وولى قضاء طليطلة للحكم، والشورى بقرطبة.

وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن: كان عيسى عالما متفننا، وهو الذي علم أهل مصرنا المسائل، وكان أفقه من يحيى بن يحيى، على جلالة قدر يحيى وعظمته.

قال ابن مزين وابن لبابة: فقيه الأندلس عيسى.

قال أبو عمر الصدفي: هو من أهل الفقه والفضل التام والورع.

قال ابن حارث: كان عيسى فقيها بارعا غير مدافع، من مقدمي العلماء بالأندلس، خيرا، فاضلا، عابدا، ناسكا، ورعا، من أهل العلم والعمل والخشية.

قال أصبغ بن خليل: كان مجاب الدعوة، مضت له أعوام * صلى فيها الصبح بوضوء العتمة، وسمعته يقول - وما قاله فخرا -: والله الذي لا إله إلا هو، ما أعلم أنه كتب بيني، وبين مخلوق، ذنب في ظلم، أو ميل عليه بهوى، أو اعتقاد سوء، منذ ألبسني الله العلم.

قال أبو زيد عبد الرحمان بن إبراهيم: خرجت إلى المشرق، ومعي كتاب البيوع من سماع عيسى، فأريته ابن الماجشون، وقرأته عليه فصلا فصلا، فكان لا يمر بفصل إلا قال: أحسن والله!

قوله (من سماع عيسى) وهم، فليس في سماع عيسى كتاب بيوع معينة، ولا غيرها، وإنما هو تخليط، وإنما كتاب البيوع من تأليف عيسى،