ويقول بالمخلوق، فصلى عليها، فرجع سحنون ولم يصل خلفه، فبلغ ذلك الأمير زيادة الله، فأمر بأن يوجه إلى عامل القيروان، بأن يضرب سحنون خمسمائة سوط، ويحلق رأسه ولحيته.
فبلغ ذلك وزيره على بن حميد، فأمر البريد أن يتوقف، ولطف حتى دخل على الأمير وقت القائلة وقد نام، فقال له: ما شيء بلغني في كذا؟
قال: نعم.
قال: لا تفعل، فإن العكى إنما هلك في ضربه للبهلول بن راشد.
غقال: وهذا مثل البهلول؟
قال: نعم، وقد حبست البريد شفقة على الأمير.
فشكره ولم ينفذ أمره.
وبينا سحنون يقرأ للناس، إذ أتاه الخبر بما أزاح الله عنه، وقيل له: لو ذهبت إلى على بن حميد فشكرته!
قال: لا أفعل.
قيل له: فلو وجهت ابنك لذلك! فأبى.
قيل: فاكتب إليه.
فأبى وقال: ولكنى أحمد الله الذي حرك على بن حميد لهذا، فهو أولى بالشكر.
وأقبل على إسماعه، فقال له قوم من أصحابه: بهذا والله كتب اسمك بالحبر على الرقوق.
قال ابن وضاح: كنت عند سحنون، فجاء إنسان فساره بشيء، فتغير لونه، ثم جاءه آخر فساره، فرجعت إليه نفسه، ثم قال: لم أبلغ أنا مبلغ من ضرب، إنما يضرب مثل مالك وابن المسيب.
ولما ولى أحمد بن الأغلب الإمارة، وأخذ الناس بالمحنة بالقرآن، وخطب به بالقيروان، توجه سحنون إلى عبد الرحيم الزاهد بقصر زياد