للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فسأله هل من يمينه مخرج في الاستقصاء؟ فقال: نعم، بالخاتم والشعرة!

***

قال ابن الحداد: كنت يوما عند سحنون، إذ جاءه رسول الأمير محمد بن الأغلب، يأمره برد النسوة على حاتم، فإنهن له.

قال سحنون: وإن كن إماء، فمثل حاتم لا يؤتمن على الفروج!

فانصرف، ثم رجع فقال: يقول لك: أتعبث؟ ارددهن كما أمرتك.

فقام سحنون على قدميه وقال: أنا أعبث؟ هو والله الذي لا إله إلا هو يعبث، ثلاثا، والله لا أفعل حتى يفرق بين رأسى وجسدى.

وجاء محمد ابنه، وقال له: لا تفعل يا أبت، اكتب إليه ولاطفه. فكتب إليه وابنه يقول: "دون ذا" حتى فرغ من طبع كتابه وبعثه إليه.

فأخذه ابن الأغلب، وضرب به الأرض ثم قال: ما أدرى، هو علينا أم نحن عليه؟ واسود وجهه، ولم يدخل عليه أحد إلا بعد العصر، فأذن لأصحابه بالدخول وقال لهم: ما أظن هذا الرجل يزيد بنا إلا خيرا ونحن لا تعلم. أرسلوا إليه، يرسل إلينا المحتسبة، لنكتب لهم السجلات، حتى يذهبوا بها إلى أقصى عملى، ليأخذوا من يجدونه من الحرائر.

فكان ذلك. ولم يرض سحنون حتى فض الكتب التي كتبها لهم، وقرأها، ورضيها.

وكتب سحنون إلى أبي زكير البربرى، أن يفتش الرفاق، فاعترضها، وكشف البراقع، فمن زعم أنه من سبى تونس، رفعه إلى سحنون، فأطلق منهم عدة.

ولما ثار القويبع على محمد بن الأغلب قال بعض القواد: اليوم يستمكن من سحنون، اما أن يخسر دينه أو دنياه. فقالوا للأمير: سحنون داعية مطاع، فأمره بنصرك على هذا الخارجي.