للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال مطرف: الحي عندنا أفقه من الميت.

قال ابن اللباد: ما انفتح لي طريق الفقه إلا من أصول أصبغ.

وقد روى أن ابن القاسم قال: أن قبل أصبغ الرواية (٣٩).

قال عبيد بن سعيد: قدمت على أصبغ بن الفرج، فلما كان توجهى إلى المدينة، كتب معى إلى عبد الملك بن الماجشون يسأله أن يجيز له كتبه.

قال: فقدمت على عبد الملك بكتابه، وهو يومئذ قد كف بصره فقال لي: قل له: اشخص للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن شخص له.

قال: فذاكرته حال أصبغ، فقال: ما أخرجت مصر مثل أصبغ.

قلت له: ولا ابن القاسم؟

قال: ولا ابن القاسم - كلفا منه به -.

* * *

وقال ابن مزين: لما قدمت على أصبغ، سلمت عليه وهو محتب، فأخرج يده من تحت حبوته - وكنت أعرف مروءة أصحابنا بالأندلس - فقلت في نفسي: لقد ضاع سفرى إلى هذا الرجل، ثم جلست، فلما خاض في العلم قلت في نفسي: ما يضرك لو أخرجتها عن طوقك.

وكان * أصبغ يستفتى بمصر مع أشهب وغيره من شيوخه.

قال ابن غالب: خرجت عن الأندلس وأصبغ عندى أكبر أهل زمانه، لما كنا شاهدناه من تعظيم شيوخنا له.

وحكى الكندى عن المزني والربيع، قالا: كنا نأتى أصبغ قبل قدوم الشافعي، فنقول له: علمنا مما علمك الله.


(٣٩) كذا في نسختي أ، ك وهي غير واضحة في نسخة ط. والمعنى أن عند أصبغ رواية لا يستهان بها.