للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقوَى ما تُرجِّح به الأخبار إذا تعارضَت [١]، وإليه ذهبَ الأستاذ أبو إسحق الإسْفَراييني (١) ومن تابَعه من المحققين، من الأصوليين والفقهاء، من المالكية وغَيرهم.

وإن كان مخالفًا للأخبار جُملة [٢]، فإن كان إجماعهم من طريق النّقل تُرِك له الخبر بغير خلاف عندنا في ذلك، وعند المحققين [٣] من غيرنا على ما تقدم، ولا يجب عند التحقيق تصور خلاف في هذا، ولا التفات إليه؛ إذ لا يترك القطع واليقين لغلبة [٤] الظنون، وما عليه الاتفاق لما فيه الخلافُ [٥]، كما ظهر هذا للْمُخالِفِ المنصف فرجع. وهذه نكتَة المسألة، كمسألة الصّاع، والمدّ، والوقوف، وزكاة الخضروات، وغيرها.

وإن كان اجتماعهم اجتهادًا قُدّم الخبر عليه [٦] عند الجمهور، وفيه خلاف كما تقدم بين أصحابنا [٧].

فأما إن لم يكن ثَمّ عمل [٨] بخلاف ولا وفاق، فقَد سقَطت المسألة، ووجب الرجوع إلى قبول خَبر الواحد، كان من نقلهم أو نقل غيرهم، إذا صح [٩] ولم يعارض، فإن عارض هذا الخبرَ الذي نقلوه خبرٌ آخَر [١٠] نقَلَه غيرهم من أهل الآفاق [١١]، كان ما نقَلوه مرجّحا عند الأستاذ * أبي إسحاق وغيره من المحقّقين؛ الزيادة مَزِية مُشاهدتهم قرائن الأحوال، وتقعُّدهم [١٢] لِنقل آثار الرسول - عليه


[١] تعارضت: ا ت ك ط، تعارضتا: ب، تعارضا: خ
[٢] جملة: ب ت ك خ، بجملتها: ا ط
[٣] عند التحقيق ك خ، عند المحققين: ا ط
[٤] لغلبة: ا ب ت ك خ، لغابات: ط
[٥] فيه الخلاف: ا ب ت خ ك. فيه من الخلاف: ط
[٦] الخبر عليه: ا ت خ ط ب، خبر الواحد عليه: ك
[٧] بين أصحابنا: ا ب ت ط ك، من أصحابنا: خ
[٨] ثم عمل: ب ت خ، لهم عمل: ا ط ك
[٩] إذا صح: ا ب ط ك، إذ صح: خ ت
[١٠] خبر آخر: ا ب ت ط ك، خبرا آخر: خ
[١١] الآفاق كان: ا ب خ ك ط، الآفاق فإن: ت
[١٢] وتقعدهم لنقل ب ت ك، وتقعددهم لنقل: اط، وتفقدهم لنقل: خ.