للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينشد أيضًا له:

ما ذا على الحي يوم البين لو رفعوا … أو وصلوا من حبال البين ما قطعوا

بل لم يبالوا أسيرًا في الديار ولو … بالوه لم يصنعوا في ذاك ما صنعوا

لما رأيت حمول الحى باكرة … يحثها جذل بالبين مندفع

ناديت ليلى ولا ليلى تودعني … منى السلام فكاد القلب ينصدع

يا ليل أهلك أحموني زيارتكم … والدار واحدة والشمل مجتمع

فالآن مر على العيش بعدكم … فلست بالعيش بعد اليوم أنتفع

هل الزمان الذي قد مر مرتجع … أم هل يرد على ذى العولة الجزع

قالت سليمى علاك الشيب من كبر … والشيب أهون ما لم يأتك الطمع

يا سلم إنى وإن شيب يفزعني … رحب اليدين بما حملت مضطلع

ولن أرى بطرًا يومًا لمفرحة … ولن أرى لصروف الدهر أختشع

قد جربتني صروف الدهر فاعترفت … صلب القناة صبورًا كيفما يقع

فرد الخلائق لا يقتادنى طمع … إن اللئيم الذي يقتاده الطمع

هذا وخائن قوم ظل يشتمني … كالكلب ينبح حينا ثم ينقمع

تركته معرضًا لي واستهنت به … إذ لم يكن فيه لي ري ولا شبع

لا واضعا غضبي في غير موضعه … ولا انتصارًا إذا ما نالنى الفزع

ولا ألين لقوم خاضعًا لهم … ولا أكافئهم بالشر إن جمعوا

حلمًا بحلم، وجهلا إن هم جهلوا … إني كذلك ما أتى وما أدع