للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضاق بذى الحيلة في فتحه … حيلته والمرء محتال

حتى تلقته مفاتيحه … من حيث لا يخطره البال

والرزق فاطلبه على أنه … آت له وقت وأجال

وليس يبطى عنك في وقته … ولا له عن ذاك اعجال

فلا تقم عبدا على مطمم … فربما أخلفك الحال

فالفقر خير فاعملن من غنى … يكون لك فيه إذلال

والمال للمكترشين إذا … لم يك منه فيه أفضال

والحر حر حيث أمسى ولا … يمنعه من ذاك إقلال

وأنشد الزبير بن بكار له:

هل الشوق إلا أن يحن غريب … وأن يستطال العهد وهو قريب

أرى الشوق يدعونى إلى من أوده … وللشوق داع مسمع ومجيب

سقى الله أكناف المدينة انه … يحل بها شخص إلى حبيب

وإني وإن شطت بي الدار عنهم … إليهم لمشتاق الفؤاد طروب

وقائلة ما بال جسمك شاحبا … وأهون ما بي أن يكون شحوب

فقلت لها في الصدر منى حرارة … تقطع أنفاسي بها وتذوب

إذا ما تذكرت الحجاز وأهله … فللعين من فيض الدموع غروب

وأنشد له أبو عمرو الكندى:

ولما رأيت البين منها فجاءة … وأهون للمكروه أن يتوقعا

ولم يبق إلا أن يشيع ظاعنًا … مقيم، وتذرى عبرة أن تودعا

نظرت إليها نظرة فرأيتها … وقد أبرزت من جانب الخدر أصبعا

وذكر عن هارون أنه قال: أنشدتها لعبد الملك بن الماجشون، ونسبتها إلى رجل من بنى قيس فقال: أحسن والله؛