قال أسد: بعث إلى ابن غانم يشاورني فأجبته، فقال بعد ما خرجت: ما أحب أن أشاور في هذا البلد غير هذا الفتى.
وكان أسد إذا جاء باب ابن غانم فقرعه، فقيل: من؟ قال: أسد الفقيه، فيقول ابن غانم: صدق.
قال عمران بن أبي محرز: جاءنا موت أسد، فاستعظمه أبي وقال: اليوم مات العلم.
قال أسد: كان مالك يقول: من بنى أو غرس في أرض بينه وبين قوم مشاعة، فللشركاء عوض ذلك من الأرض إن كان بقي منها عوض، ثم رجع مالك فقال بقول أهل العراق: إن الأرض تقسم، فإن صار الغرس في نصيب غارسه كان له، وإن صار في نصيب غيره، قيل للفارس: ارفع غرسك.
واستفتى زيادة الله أمير أفريقية، أسدًا، وأبا محرز الكوفي، وزكرياء بن الحكم، في زنديق، فقال أبو محرز وأسد: يستتاب، فإن تاب وإلا قتل؛
وقال زكرياء: قد روى أهل العلم أنه إن كان مظهرًا للإسلام ثم اطلع عليه بعد ذلك لم تقبل له توبة؛
فقال أبو محرز: فأعطه السيف يقتله.
فقال زكرياء: إنما رويت هذا ولا آخذ به؛
فقال أبو محرز: يا أحمق! فتجري هذا على قتله (٣٨٢)، وأنت لا تأخذ به؟
قال أسد: لو قتل بعد التوبة كان عندى شهيدًا؛
(٣٨٢) ك: فتجري هذا على قتله - أ، ط: فتجرى منها على قتله - م: فتجري هذا على عقله.