ورأنى يوما أشرب ماء السبيل، فقال لي: تشربه؟
فقلت له: أنا ابن سبيل.
فلما كان الليل بعث إلى بثمانين دينارا. وقال: ما عرفت أنك ابن سبيل إلا الآن.
فلما أراد الانصراف إلى أفريقية، لم يكن عنده ما يتحمل به، فذكر ذلك لمحمد بن الحسن، فقال له: أذكر شأنك لولى العهد؛
فلقيه ابن الحسن وذاكره أمره،
ثم قال لأسد: قف بالحاجب يوم كذا يدخلك عليه، واعلم أنك حيث تنزل نفسك أنزلوك.
فمضى أسد واستأذن، فأذن له، فدخل حتى انتهى إلى موضع أمر بالجلوس فيه، ومضى الخادم الذي أدخله فجاء بمائدة مغطاة، فجعلها بين يديه؛
قال أسد: ففكرت وقلت ما أرى هذا إلا منقصة، وقلت للخادم: هذا الذي جئتنى به منك أو من مولاك؟
قال: مولاي أمرني به.
قلت: مولاك يرضى بهذا؟ يأكل ضيفه دونه؟ يا غلام هذا بر منك وجبت مكافأتك عليه؛
وكانت في جيبى أربعون درهما لم يبق معى سواها، فدفعتها إلى الخادم وقلت له، ارفع مائدتك.
ففعل وعرف مولاه، فبلغني أنه قال: حر والذي لا إلاه إلا هو.
ثم قال الخادم: ادخل، فدخلت عليه، وهو على سرير، ومعلمه على آخر، وسرير ثالث خال، فأمرنى بالجلوس عليه، فجلست، وجعل يسألني
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute