ابن القاسم مقبلا من سوق مصر ومعه حمال بطعام، فسألته، فقال: طعام اشتريته،، فأدخلت يدى فيه لأبصره، فاذا هو كثير الغلث، فقلت له: فهلا كان أطيب من هذا؟
فقال لى: يا أبا محمد، محمد، اني رضيت باليسير، ما يكفيني من الدنيا لنفسي، فاستجزيت به.
قال يحيى: ولو أراد ابن القاسم أن يحمله له كبراء أهل مصر على ظهورهم لفعلت، ولكنه كان لا يفعل ذلك ولا يشتهيه من أحد.
***
قال: وسمعت ابن القاسم يقول: ما كذبت مذ شددت على مئزرى، يعنى الحلم، قال يحيى: وما كان أخلقه بذلك.
***
قال يحيى: سمع رجلان من أهل الأندلس، عن ابن القاسم، وكتبا عنه، فلما أفتاهما قالا له: تشهد لنا رجالا من أهل بلدنا بما سمعنا منك، فأنكر ذلك، وقال: لا خير فى قوم لا يصدقهم أهل بلدهم فيما ينقلون اليهم الا بالبيئة.
***
قال يحيى: ولما قرأ أسد على ابن القاسم الأسدية، وضع أشهب يده في مثلها، فخالفه فى جلها -قال الفقيه القاضي أبو الفضل عياض رضى الله تعالى عنه: وهى المعروفة بمدونة أشهب، وبكتاب أشهب- فقلت لابن القاسم: يا يا أبا عبد الله، لو أعدت نظرك في هذه الكتب، فان صاحبك قد خالفك، فما لا يمك عليه أقررته، وما خالفك فيه أعدت النظر فيه.