للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البرنكاني، ولى قضاء الأهواز [١]. وانتشر عنه هذا المذهب.

وغلَب على بلاد فارس مذهبُ داوود.

وأما الشّام فكان بها من أصحاب مالك الوليدُ بن مسلم، وأبو مُسْهِر، ومروان بن محمد الطاطري، وغيرُهم؛ وغلَب عليها أولًا مذهبُ الاوزاعيّ، ثم دخَلْتها المذاهب.

وأما أرض مصر فأولُ أرضٍ انتشَر بها مذهبُ مالك بعدَ المدينة، وغَلب عليها، وأَصفَق [٢] أهْلها على الاقتداء به، إلى أن قدِم عليهم الشافعي، فكان واحدًا منهم، معدودا [٣] فيهم، إلى أن أكثر عليه [٤] فِنيان ابن أبي السَّمح من فقهائهم، وجَرت بينه وبينَه خطوبٌ اقتضت تَحيزه مع أصحابه، كما سنذكره في موضع ذِكْره؛ فنسبَعَ بها حينئذ مذهبُ الشافعي، وكثر [٥] أصحابُه والمتعصّبون له، وقد انتشر في الآفاق؛ ومذهَبُ مالك في كلّ ذلك [٦] ظاهرٌ بها غالب عليها [٧] إلى وقتنا هذا؛ ودخلَها أئمةٌ من أصحاب أبي حنيفة.

وأما إفريقية وما وراءها من المغرب فقد كان الغالبُ عليها في القديم مذهبَ الكوفيّين إلى أن دخل عليُّ بن زياد، وابنُ أَشرس، والبهلول بن رَاشد، وبعدَهم أَسَدُ بن الفرات، وغيرُهم، بمذهب مالك، فأخذ به [٨] كثير من الناس، ولم يزَل يَفشو إلى أن جاء سُحنون فغَلب في أيامه،


[١] قضاء الأهواز: ا ب خ، الأسوار: ك ت
[٢] واصفق: ب، واطبق: ا ت خ ك
[٣] معدودا: ا ب خ، - ت ك
[٤] أن أكثر عليه: ا ت، أن كثر عليه: ب ك خ
[٥] الشافعي وكثر: ب خ ك، الشافعي فكان وكثر: ١
[٦] في كل ذلك: ب ك ت، في ذلك كله: خ
[٧] بها غالب: ب ت خ ك، فيها غالب: ا غالب عليها: ا بَ ك ت، - خ
[٨] فأخذ به: ت ح ك. فأخذه: ب.