للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- و -

والفِطنة، والتَيَقُّظ، والحرص على طلَب العلم.

وهي مؤهلات، من شأنها أن ترفع صاحبها إلى مراتب عالية في العلم والفضل.

وبهذه المواهب العقلية الممتازة، وفي ذلك الجو العلمي الذي تهيأ له بمسقط رأسه سبتة، بدأ عياض طلبَه للعلم.

وإذا كانت الكتب التي يدرسها طالب العلم. تتدخل - مثلما يؤثر الشيوخ - في تكوين شخصيته، فإِن ما قرأه عياض الطالب، وقد حباه الله تلك المواهب العقلية، من أمهات الكتب على اختلاف موضوعاتها، في بلده سبتة، دال على أن شخصيته العلمية قد اكتملت قبل أن يغادر بلده، وأنه قد انتزع شهرته الخالدة على الزمن بسعيه، دون أن يحابيه بها أَحد.

ففي بلده حفظ القرآن بقراآته السبع؛ برواية نافع، وابن كثير، وأبي عمرو بن العلاء، وابن عامر، أخذ هذه الروايات بطرقها المختلفة المعروفة - عن عبد الله بن إدريس بن سهل المقريء (المتوفي سنة ٥١٥ هـ)، (١٤) وبرواية حمزة بن حبيب الزيات، عن عبد الله بن محمد النَّفْزِي (المتوفي سنة ٣٣٨ هـ) (١٥).

وقرأ اللغة العربية، متنَها وأدبها، في كتاب الفصيح لأبي العباس ثعلب، وكتاب الأمالى لأبي على القالي، والكامل لأبي العباس محمد بن


(١٤) الغنية ١٤٩، وانظر ١٧٣.
(١٥) الغنية ١٤٨، وانظر ٤٣ - ٤٤.