للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن كان الساجي [١] تعسُّف فيما نقله عن عبد الملك بن الماجشون في علله، فالصحيح عنه ضدُّ ذلك، وهو المشهور من مذهبه حسبما نُبيّنُه عند ذكر كلّ واحد منهم في مَوضعه.

وكذلك صَنَع يحيى بعَبد الله بن عبد الحكَم فَلم يقلد في قوله، وقد خالفه أبو حاتم الرَّازي في ذلك وغيرُه.

كما أن قول القاضي أبي الوليد في القَزْويني: إنه مجهول، لا يُلتَفت إليه. وكذلك قال في الصالحي.

فلو اعتنَى بهذا الباب لعلم أن الصالحي هو أبو بكر محمد بن صالح [٢] الأبْهَري ولما قال فيه هذا، ولتبيَّن حالَ أبي سَعيد القزويني [٣] وجلالتَه وإمامته في العلم وحسن تصانيفه، فصحَّح [٤] روَايته، ولم يَرْتَب في نقله.

وكذلك ذكر في ابن خُوَيْزَ منْداد (١)، وهو في شُهرته وكثرة تصانيفه بحيث لا يُنكر، أنه مجهول، وقال: إن أحدًا من أئمتنا البغداديّين لم يذكره، وهذا الشيرازي قد ذكره في كتابه (٢)، وهذا أبو محمد عبد الوهاب يحكي عنه ويقول فيه: وقال أبو عبد الله البصرى.

وأنت أيُّها المُنصف متى اعتبرتهم مع غيرهم وجدتهم أصحَّ يقينا، وأمتن دينا، وأكثر أتباعا، وأزكى صحابة واتّباعا، حتى إنّ سيِّآتهم حسنات سواهم، وما ينتقد بعضُهم على بعضٍ لا يَلتفت إليه من عداهم.

ولهذا قال سحنون تعلى: المدنيُّ إذا لم يكن هكذا، يريد في الدّين وشدَّ يدَه، لم يَسْو شيئًا، أو كما قال.


[١] الساجي تعسف: ب، الباجي تعسف: ا ت خ
[٢] أبو بكر محمد بن صالح: ب ك ت، أبو بكر بن صالح: خ
[٣] أبي سعيد الفزويني: ت خ، سعد الفزويني: ب
[٤] فصحح: ب ك، بصحيح: خ ت.