للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك ذكر الرازي في استيعابه [١]، وأحمد بن عبد البرّ أن عيسى بن دينار سمع [من مالك وأنه رحل] [٢] مع زياد وأقام بعده، وهذا كلُّه وهم، وسنبين ذلك كلّه في مكانه [٣] إن شاء الله تعالى مع أمثاله [٤].

ثم ذكَرنا بعَد هذا من فضائلهم ومناقبهم، وثناء الجِلَّة [٥] عليهم، وتوثيق المزكَّين [٦] منهم، ومنازلهم من الزكاء [٧] والعدالة، ومراتبهم في العلم والرواية، ومن تكلم فيه منهم على قلَّتهم، وأعَّد منْهم في أولى التّقدم والإمامة، مع ما يَحتاج إليه الناظر المجتهد ممّن يعتد [٨] بخلافه واجماعه، ويَضطر إليه المتفقّه والمقلّد في معرفة مَن يَدين بإمامته واتّباعه.

ودَحضنا الدَّلس [٩] عن قومٍ منهم، تحامَل المتعصبون عليهم، أو تَجمَّل أهل الرّيب بإضافتهم إليهم، وقد صَحّ عنهم وُعرف خلافُ ذلك، بما سنجلبه [١٠] إن شاء الله تعلى عنهم؛ إذ نزَّه الله تعالى أهل هذا المذَهب عما خالَط مِن الهوى سواهم من أهل المذاهب، وعَصَمهم من علة الافتراق والتدابُرِ؛ فليس في أئمتهم بحمد الله من صحَّت عنه بدعة، ولا مَن، اتَّفق أهلُ التزكية على تركه لكذِبٍ أو جُرحة.

فإن كان أبو خَيْثمة زُهير بن حرب تكلَّم في أبي مُصْعب الزُّهرى، ويحيى بنُ معين في إسماعيل بن أبي أوَيْس، ويحيى بن بُكير، فما ضرَّهُم ذلك؛ فقد خرج عنهم إمام المعدلين صاحبُ الصحيح محمد بن إسماعيل البخارى، إذ لم ينُسْبهم إلى كذب ولا ريبة.


[١] الرازي في استيعابه: ب ت ك، الرازي في استيفائه، خ
[٢] من مالك وأنه رحل: ا ت خ، من مالك ورحل: ب ك
[٣] في مكانه: ت، في مظانه: ب
[٤] مع أمثاله: ب خ ا، - ت
[٥] الجلة: ب، الأجلاء: ت
[٦] المزكين: ب، المزكي: ا ت ك
[٧] من الزكاء: ب، في الذكاء: ا ت
[٨] ممن يعتد: خ، فيمن يعتد: ب ك، مما يعتد: خ
[٩] ودحضنا الدلس: ت ك، ورفضنا الدلس: ب
[١٠] سنجلبه: ب ك، سنحليه: ت.