وأمر بتجريده، وضربه بالسياط، ورمى عليه جماعة أنفسهم فضربوا وضرب هو نحو العشرين، وحبسه، وكان عند ما هم به، وسيق، لقيه قوم متلثمون، فشاوروه في القيام عليه وتخليصه، فجعل يقول: لا. لا.
***
قال بعضهم: كنا في غزاة مع بعض الخلفاء، وكنا معه من أهل الثغور اثنى عشر ألفا، وكان يقضى لنا كل يوم حاجتين، فلما بلغنا ضرب العكى للبهلول، اختل العسكر، وتقدمنا إلى باب الخليفة، فسألنا حاجة (١٥٤)؛ فقلنا: قد جعلنا حوائجنا كلها نصرة للبهلول، بلغنا أن العكى ضربه.
فقال الحاجب: اتقوا الله في دم العكى، إن بلغ هذا الخليفة قتله، وكيف يضرب البهلول إلا أن يكون أهل أفريقية ارتدوا؟
***
وكان مما حرك عليه العكى، أنه كان يهادى ملك الروم، فوجه إليه الطاغية في سلاح وحديد ونحاس، فلما أراد توجيه ذلك إليه، عارضه في ذلك بهلول ووعظه فيه، إذ لا يجوز له ذلك.
***
قال أبو زرجونة: كنت عند بهلول بعد ضربه إذ سمعت بكاء رجل داخل من الباب، فإذا ابن فروخ، فجلس أمامه يبكى، فقال له بهلول: ما أبكاك يا أبا محمد؟