للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ذكرنا من مولدهم، ووفاتهم، وذكر مشائخهم ورواتهم، وتصنيف زمانهم، وطبقاتهم ما انتهى إلينا علمُه، وصحَّ عندنا نقله، لتصرف بذلك أوقاتُهم، وتستبين [١] في التقدم والتأخر درجاتُهم، ويتمَيَّزَ بذلك المتصلُ من المنقَطع من رواياتهم [٢].

وكثيرا ما يَخلِط الفقهاء هذا الباب، فربما [٣] حكوا الرواية وأسندوها عن المتقدم عن المتأخر إذا اشتبهَت عليهم طبقاتُهم، ولم تتميَّز لهم أوقاتهم.

وقد شاهدتُ مُعظَّمًا منهم ذكر عن ابن حارث الفقيه مسألة قال فيها ابن حارث: وقد شاهدُت أحمد بن نصر يفتى بذلك، فحمَل هذا الشيخ أنه ابن نصر الداودي (١) المتأخر، وطبقته بعد ابن حارث، تُوفى ابن حارث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وتوفى الداودي سنة اثنتين وأربعمائة، وإنما أراد ابن حارث أحمد بن نصر بن زياد الهواري [٤] (٢) المتقدم من أصحاب ابن سحنون وابن عُبدوس كاتب القاضي حَماس [٥]، ووفاته سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

فلو عرف الشيخ - والله أعلم - أنهما اثنان، وميز طبقتهما لما سقط هذا السقوط.

ولعَدَم المعرفة بهذا ما وهم جماعةٌ فعدوا في الرواة عن مالك وأصحابه مَن لا تصحّ له عنه رواية، ولا جمعه معه زمن، والله أعلم.

فقد ذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي (٣) أن أبا يحيى الوقار ممن سَمع [٦] من مالك، وعده في طبقة أصحابه، ولم يذكر هذا أحدٌ ممن جمع رواة مالك، وإنما عدّوه في أتباع [٧]


[١] وتستبين: خ ت ب، وليستبين: ك
[٢] من رواياتهم: ب، من روايتهم: أخ ك ت.
[٣] فربما: ا ب ت، وربما: خ ك ت
[٤] بن زياد الهواري: ب ك ت بن زياد الهمداني: خ ا
[٥] القاضي حماس: ا ب، القاضي ضمام: ك ت
[٦] الوقار ممن سمع: ت، الوقار سمع من: ب
[٧] عدوه في أتباع أصحابه: خ ك ب، عدوه في رواة أصحابه: ن.