للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنشد أبو مصعب لبعضهم:

ومن لم يجالس مالكا منذ أن نشا … ولما يجالس غيره فهو جاهل

وأنشد التسترى لمحمد بن عبد الرحمن البغدادي المعروف بأبى الحسن (٣٤٥) الصالحي يرثى مالكا بقصيدة أولها:

قضى وطرا من غمه فهو جازع … ولج به طرف من الليل دامع

وأبصر بالإيمان عورة دينه … فبات سهيرا والعيون هواجع

رأى أن أيام الصبا لسن رجعا … وأن الهوى في حلة الشيب ضائع

فلا اللهو محمود، ولا العيش راجع، … ولا الحلم مذموم، ولا الجهل نافع

تذكر أن العلم ينهى عن الهوى … وراعته أعلام المشيب الروائع

وبعد هذا أبيات كثيرة ذكر فيها المدينة فقال:

حرام رسول الله فيها وأمنه … وللرجز والدجال فيها موانع

ويأرز إيمان البلاد إليهم … إذا ظهرت فيها الهنات الفظائع

ومنها أتى الله البلاد بدينه … كذا كل إيمان إلى الدار راجع

ثم قال بعد أبيات *:

سقى الله ما ضم النبي محمدا … من الأرض، ما يسقى الغمام الهوامع

إلى روضة التقوى، إلى القبلة التي … بها قمر التقوى مصل وراكع

إلى حفر الأصحاب (٣٤٦) والتابع الذي … به وصلتهم في الكتاب الدرائع

وجاد لقبر فيه أكفان مالك … أفاوقه والمسبلات الدوافع


(٣٤٥) ك: بأبي الحسن - أ: بأبي الحسني.
(٣٤٦) أ: حفر الأصحاب - ك: خيرة الأصحاب.