للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعلك حدثت نفسك بشيء من طلب العلم؟

قلت: هو ذاك.

قال: فمن ذكرت؟

قلت: مالك.

قال: هو بازيك الذي صدت، والبازي سيد الطيور، والجوهر الذي وجدت في جوفه، هو العلم الذي تسأله عنه.

- * -

وقال * عمار بن زيد (٣٢٥) بن الخشاب: رأيت كأني دخلت مدينة اختلطت على أزقتها، فجزت بقوم، فقام إلى شيخ فأخذ بيدى حتى أخرجنى إلى طريق واسعة واضحة وقال: خذ عليها. فسألت عنه. فقيل لي: هذا مالك.

- * -

قال ابن اللباد: وبلغنى أيضا أن رجلا أعرفه كان ينتحل مذهب أبي حنيفة رأى في نومه النبي ، فسلم عليه وصافحه، فأردت معانقته فأعرض عنى، فقلت في نفسي: ما أراه إلا لاستحلال النبيذ (٣٢٦). فقال قائل: وددنا لو سألناه ما ينتحل. فقال : ألا إن الحق في قول مالك ما يتعداه.

فصار الرجل إلى مذهب مالك وترك مذهبه.

- * -

وروى أن مالكا قال لابن هرمز: رأيت كأني أنظر في مرآة. فقال ابن هرمز: من رأى هذا فهو ينظر في أمر دينه. ثم قال: يا مالك، أنت اليوم مملك (٣٢٧)، فاتق الله في هذه الأمة إن كنت لها مالكا.


(٣٢٥) أ: زيد - ك، ط: يزيد.
(٣٢٦) أ: لاستحلال النبيذ - ك: لاستحلالي النبيذ.
(٣٢٧) أ، ط: مملوك - ك: مملك - م: بياض مكان الكلمة.