للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: بلى.

فقلت: الأم صرت؟

قال: قدمت على ربى فكلمنى كفاحا (٣١٥)، فقال: سلني أعطك، وتمن على أرضك.

- * -

وذكر أن الفضيل بن عياض رأى أنه دخل الجنة، قال:

فبينا أنا في طرقها إذ مررت بزيد بن أسلم في غرفة، وعليه قلنسوة طويلة.

فقلت: زيد!

قال: نعم.

قلت له: لقد سكنك الله وشرفك، فأين مالك، لا أراه؟

قال: وأين مالك؟ مالك فوق!

فما زال يقول "فوق" حتى وقعت قلنسوته.

- * -

ورآه آخر فقال له: ما فعل بك ربك؟ قال غفر لي. قال: بماذا؟ قال: بكلمة عثمان التي كان يقولها إذا رأى الميت: "سبحان الحي الذي لا يموت".

- * -

قال ابن أبي أويس: كان يحيى بن يزيد النوفلي من الزهاد العباد، وكان لا يكلم مالكا ولا ابن أبي ذيب ولا ابن عمران، وكتب إلى كل واحد منهم كتابا يعظهم في إقبالهم على الدنيا، فأما مالك فأجابه أحسن جواب، وأما الآخران فأغلظا له في القول.


(٣١٥) يقال كافحه وكفحه بمعنى لقيه مواجهة، وكافح القوم أعداءهم في الحرب، استقبلوهم بوجوههم ليس دونها ترس ولا غيره.