مخزوم، صاحب أدب، وذكر خبر فتياه فى الايمان، فكتب بذلك جعفر إلى الخليفة، فكتب إليه أن يجلده، فجلده، ومد يديه بين العقابين (٢٩٨) فلذلك كان لا يأتى المسجد، لا يزال ريح يخرج من موضع الكتف. ثم عزل، ثم ولى ثانية، فأكرم مالكا وقربه، وتباعد منه مالك حتى كف عنه.
فحج، فبينا مالك بالموقف، قال جعفر لأصحابه:"لا تحركوا" وسار، فلم يشعر مالك الا بانسان ضرب بسوطه محمله، فرفع مالك رأسه، فقال:
- يا مالك! هذا يوم عظيم، ينظر الله إلى عباده ويغفر لهم، فاجعلني في حل مما ارتكبت منك.
فقال: لا والله، حتى ألتقى أنا وأنت بين يدى الله.
فرجع.
(٢٩٨) آلة توضع فيها اليدان عند الضرب، فتمسكهما وتمنعهما من الحركة.