للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم قال: "المدينة مهاجرى، وبها قبرى، وبها مبعثى، وأهلها جيراني، وحقيق على أمتى حفظى في جيراني، فمن حفظهم كنت له شهيدا، أو شفيعا يوم القيامة، ومن لم يحفظ وصيتي في جيراني، سقاه الله من طينة الخبال (٢٤٣).

فأخرج المهدى عطاء كثيرا، وطاف بنفسه على دور المدينة، فلما أراد الخروج، دخل عليه مالك، فقال له: يا مالك، أما إني متحفظ بوصيتك التي حدثتني بها، ولئن سلمت لأغفلت عنهم.

- * -

وقال أبو مصعب: قال لي مالك: دخلت على المهدى، فذكر المدينة، فقلت له: أن النبي قال: أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب، وهى المدينة، تنفى الناس كما ينفى الكير خبث الحديد. فأخذ المهدى "وبرة" (٢٤٤) من فراشه وقال: والله لا واسيتهم ولو بهذه.

قال مالك: ثم دخلت على هارون، فسألني عن أهل المدينة، فحدثته بأحاديث المهدى، فقال لي: ما قال المهدى؟ فأعلمته بما كان، فقال: أنا ابن أبي.

- * -

قال الزبيرى (٢٤٥): سمعت مالكا يقول: لما قدم هارون كنت قد لقيته، فقلت:

يا أمير المؤمنين: إن لأهل المدينة حقا فاستوص بهم خيرا، فقال: وما حقهم؟ فقلت: هل تعلم أنه يعرف على وجه الأرض قبر نبي غير قبر نبيك محمد ؟ * قال: لا، قلت: فلو أن أهل المدينة


(٢٤٣) الخبال: النقصان والهلاك، السم القاتل، صديد أهل النار، وفى الحديث: من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة.
(٢٤٤) ا، م: زبيرة - ك: ربيرة - ط: رنبدة، وقد ورد بطرة نسخة م تصحيح: وبرة.
(٢٤٥) ا، ط: قال الزبيري - ك، م: قال هارون الزهري.